في بادرة وساطة من بعض أهالي الجهة ونشطاء المجتمع المدني لقيت تفاعلا إيجابيا من السلط الجهوية ووعودا من أعلى السلط الوطنية بمعالجة جدية لشواغل التنمية والعاطلين بقفصة تم مساء أول أمس رفع خيام الاعتصام من أمام مقر ولاية قفصة.
«الشروق» تابعت الحدث ووقفت صباح السبت على انطلاق عملية واسعة للنظافة قام بها تطوعا الشبان الذين كانوا يعتصمون في عديد الخيام ويمثلون شرائح اجتماعية مختلفة لها استحقاقات شتى وقد تركت هذه الحركة المزدوجة المتمثلة في رفع الخيام والقيام بحملة نظافة حالة ارتياح كبيرة لدى أهالي الجهة على أمل أن يستتب الاستقرار في كل المواقع حتي تستعيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية نسقها العادي وقد تأكد لـ«الشروق» أن مواطنا من أبناء الجهة يعمل بالخارج قد اضطلع بدور الوساطة ونقل تطمينات من رئيس الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي إلى أبناء جهة قفصة باتجاه الانكباب الجدي على معالجة مختلف شواغل المعتصمين بالنجاعة المطلوبة والاهتمام بمسيرة التنمية بالجهة في رؤية جديدة تعالج من خلالها كافة الملفات «الشروق» اتصلت بهذا المواطن الوسيط الذي عبّر عن ارتياحه للتفاعل الإيجابي للشباب المعتصم مع مبادرته مثمنا مراعاة الجميع للمصلحة الجهوية والوطنية بما يخدم الاقتصاد الوطني ويعيد الأمل للنفوس ومن جهتهم تحدث ممثلو القطاعات والشرائح الاجتماعية الذين رفعوا خيام الاعتصام لـ«الشروق» مؤكدين التزامهم بالهدنة وثقتهم في رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة في الاهتمام بشواغلهم فالسيد رابح عميرة (سائق تاكسي) أشار إلى أن زملاءه أوقفوا الاعتصام ورفعوا الخيمة المنتصبة منذ أشهر حرصا منهم على تعزيز الاستقرار بالجهة واستجابة لنداء رئيس الجمهورية معتبرا أن ذلك بالنسبة إليهم ميثاق شرف يأملون أن تليه حلول عملية في مستوى إسناد رخص التاكسي لمستحقيها دون غيرهم مع مراعاة الأقدمية والحالات الاجتماعية والعائلية الصعبة ومن جهة أخرى أشار محدثنا أن والي الجهة عبّر لكل الذين رفعوا خيام الاعتصام عن عزمه على المتابعة الدقيقة لملفاتهم وهو ما أكده السيد عبد المولى أحمد الممثل عن أهالي شهداء الثورة وجرحاها الذي أشار إلى أن رفع خيمة الاعتصام جاء استجابة للوساطة التي قام بها مواطنون وطنيون ووجدت تفاعلا من قبل الوالي وعبّر السيد عبد المولى عن ثقته في وعود الدكتور منصف المرزوقي مضيفا أن إيقاف الاعتصام يستهدف أيضا مراعاة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد اقتصاديا وإعطاء صورة للسلوك الحضاري لشباب قفصة في الحفاظ على استقرار جهتهم وحفظ مصالحها.
وذكر محدثنا أن ملف الشهداء والجرحى الذي يلقى اهتماما من قبل الحوكمة الحالية في حاجة إلى مزيد التعمق بالاهتمام بأصحاب الملفات من الجرحى الذين مازالوا ينتظرون دون تمكينهم من حقوقهم! الشاب صالح بوحوش الممثل عن الشبان العاملين ضمن الآلية 16 سواء منهم العاملون بالولاية أو الراجعون بالنظر إلى المعتمدية أشار إلى الوضعية الاجتماعية الصعبة له ولزملائه ومع ذلك فقد استجابوا لمبادرة رفع خيام الاعتصام وكلهم أمل أن تهتم السلطات الجهوية والوطنية بموضوعهم من أجل إيجاد مواطن شغل مستقرة لهم تؤمن قوت عيالهم وأضاف أنهم قاموا بهذه الحركة ذات الأبعاد الحضارية في انتظار ردود فعل إيجابية وهو ما عبّر عنه أيضا الشاب زهير الأطرش ممثلا عن العاطلين عن العمل الذين رفعوا خيمة الاعتصام في سياق التفاعل مع دعوات رئيس الدولة إلى الهدنة لكن ذلك لا يعني حسب زهير التوقف عن متابعة الحق في الشغل الذي يأمل أن يتمتع به وزملاؤه في إطار معالجة جدية وسريعة لملف البطالة.
أما السيد عادل الدلالي المواطن العامل بالخارج وعضو جمعية «الحقوق للجميع» بجينيف الذي كان له دور بارز في الوصول إلى بعض الانفراج في مسألة الاعتصامات بالجهة من خلال دور الوساطة الذي اضطلع به فقد أكد لـ«الشروق» أن جهة قفصة اليوم في حاجة إلى منوال جديد للتنمية وعقلية متحفزة للنهوض بالجهة في شتى القطاعات انطلاقا من ثرواتها وإمكانات أبنائها لكنه من جانب آخر عبّر عن استيائه من محاولة بعض «المأجورين» الذين يضعون العصا في العجلة في سياق سلوكات عدمية وفوضوية لا تريد الاستقرار للجهة والبلاد عامة وأضاف أن الطلبات المشطة والتعجيزية ومنطق «كل الحلول الآن» لا تراعي طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد وما تتطلبه من تكاتف جميع الجهود لإنقاذ الاقتصاد الوطني وجعل صورة تونس متألقة في الخا
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire